نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 104
جفت عيني عن التغميض حتى ... كأن جفونها عنها قصار
يروعه السرار بكل شيء ... مخافة أن يكون به السرار
فلم يتهيأ لي، أن ألحق بهذا القول، "قال: فصار الرجل إلى بشار فقال له: قلت أحسن بيت، ثم أفسدته بالبيت الثاني، قال بشار: "أردت أن ألحق المجنون في قوله [وافر] :
كأن القلب ليلة قيل يغدي ... بليلي العامرية أو يراح
قطاة عزها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح
لها فرخان في أيك بقفر ... على غصن تميله الرياح
إذا سمعا هبوب الريح نصاً ... وقد أودى بأمهم المناح
فلا في الليل نالت ما ترجى ... ولا في الصبح كان لها براح
"فلم أستطع أن أقول ذلك".
915 أخبرنا محمد بن يحيى عن عون بن محمد الكندي قال: أخبرنا إسحاق بن [إبراهيم] الموصلي وقال: ما أنشدت الأصمعي بيتاً قط إلا [وأنشدني] مثله، حتى كأنه جعله معداً لذلك، قال: فأنشدني الأصمعي [بيتي..
قتلتك أخت [بني ... ... ... قبله.. [هو] اها
وأعا [رها...... ... .......غيرك ودها وهواها
قال: ثم [قال] الأصمعي [ففي هذين كان] متبعاً و [لولا أنه] قد جاء بالمعنى في بيتين لكان أحق [بالمعنى] قال: وقد قال آخر فقصر في هذا المعنى [طويل] :
جننا على ليلى وجنت بغيرنا ... وأخرى بنا مجنونة ما نريدها
916 ومن أحسن التكافؤ قول الأعشى [طويل] :
وأرعن مثل الطود غير إشابة ... تناجز أولاه ولم يتصرم
[فقال] غيره وأحسن، وإن كان تبعه [طويل] :
بجيش لهام يحسب الطرف أنهم ... وقوف لحاج والركاب تملج
917 وقول الأعشى يصف ناقته [كامل] :
بجلالة سرج كأن بدفها ... هراً إذا انتعل المطي ظلالها
فقال [الآخر] وتجاوز ذكر الهر وتشبيهها في سراحها بحلولها بدفها، وزاد في تشبيه الظل زيادة بارعة، سد بها ذلك الخلل، وأحسن عنها العبارة [طويل] :
وقد أنعلتها الشمس ظلالاً كأنه ... قلوص حبارى ومنها قد تمددا
باب
نقل المعنى إلى غيره
918 وهذا باب ينقل فيه المعنى عن وجهه الذي وجه له، واللفظ عن طريقه التي سلك به، فيها إلى غيره، وذلك صنعة راصة الكلام، وصاغة المعاني، وحذاق السراق، إخفاء للسرق، والاحتذاء، وتورية عن الاتباع والاقتفاء.
919 وسأكتب في هذا الباب من هذين النوعين ما يكون دلالة على استنباط أساليبه، ومعرفة ضروبه وأفانينه.
920 وأكثر ما يطوع النقل في المعاني خاصة، للمحدثين، لأنهم فتحوا من نوار الكلام ما كان هامداً، وأيقظوا من عيونه ما كان راقداً، وأجروا من معينه ما كان راكداً وأضحكوا من مباسمه ما كان قاطباً، وحلوا من أجياده ما كان عاطلاً.
921 فمن أحسن النقل قول امرئ القيس في صفة الثقة بالفرس [طويل] :
إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا ... تعالوا إلى أن يأتي الصيد نحطب
فنقل هذا المعنى ابن مقبل إلى صفة القدح فقال [طويل] :
إذا استخبرته من معد عصابة ... غدا ربه قبل المفيضين يقدح
فوصف ثقته بقوته، فأخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال [رجز] :
قد وثق القوم له بما طلب ... فهو إذا جلى لصيد واضطرب
عروا سكاكينهم من القرب
922 وقال امرؤ القيس يصف فرساً [طويل] :
طويل عريض مطمئن كأنه ... بأسفل ذي سيفين سرحة مرق ب
فنقلته الخنساء إلى المدح، وزادت فيه زيادة لطيفة فقالت [بسيط] :
وإن صخراً لتأتم الهدأة به ... كأنه علم في رأسه نار
فنقله أبو نواس إلى وصف الخمر فقال [رمل] :
فاهتدى ساري الظلام بها ... كاهتداء السفج بالعلم
923 ومن النقل قول امرئ القيس [طويل] :
فظل العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهداب الدمقس المفتل
وجرى على السبيل المجنون فقال [طويل] :
أشارت بموشوم كأن بنانه ... كهداب ريط من دمقس مفتل
باب
تكافؤ السابق والسارق في الإساءة والتقصير
924 وهذا باب يجري ونظائره في كتابنا الموسوم "بالحالي والعاطل في نقد الشعر" وقد أوردت هاهنا درراً يستدل بها على أمثالها. 925 قال الفرزدق، وأساء الأمنية [طويل] :
فياليتنا كنا بعيرين لا نجد ... على منهل إلا نشل ونقذف
نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 104